هآرتس: على ترامب أن يدرك أن نتنياهو والمستوطنين يعرقلون جهوده #عاجل

{title}
أخبار دقيقة -
هآرتس في افتتاحيتها:
- الحكومة اليمينية المتطرفة تواصل انتهاك القانون الدولي واستفزاز حلفاء إسرائيل وتقويض أي فرصة للتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين
- منذ تشكيلها دأبت الحكومة على تقنين البؤر الاستيطانية والآن توجه أنظارها إلى شمال الضفة الغربية المنطقة الفلسطينية الأكثر كثافة سكانية
- بينما يحاول ترامب إخماد النار في غزة تُشعل حكومتنا النار في الضفة الغربية بخطوات أحادية الجانب لنهب وتوسيع الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية

** افتتاحية "هآرتس" تتزامن مع زيارة لإسرائيل يجريها مبعوث ترامب الاثنين لفحص استعداد تل أبيب للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار
قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، الاثنين، إنه على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يدرك أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمستوطنين يُقوّضون بالاستيطان خطته لتحقيق استقرار بالشرق الأوسط.

وأضافت في افتتاحيتها: "تواصل حكومتنا اليمينية المتطرفة انتهاك القانون الدولي، واستفزاز حلفاء إسرائيل، وتقويض أي فرصة للتوصل إلى اتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين".

وعام 1948 أُقيمت إسرائيل على أراضٍ فلسطينية محتلة، ثم احتلت بقية الأراضي الفلسطينية، وترفض الانسحاب وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.

الصحيفة تابعت: "يوم الخميس (الماضي)، ناقش المجلس الوزاري الأمني "الكابينت" ​​تقنين 19 بؤرة استيطانية في الضفة الغربية" المحتلة.

وتطالب السلطات الفلسطينية منذ عقود دون جدوى المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لإنهاء الاستيطان في الأراضي المحتلة، والذي تعتبره الأمم المتحدة "غير قانوني".

ومنذ أن بدأت الإبادة الجماعية بقطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تكثف إسرائيل جرائمها لضم الضفة الغربية إليها، لا سيما عبر هدم منازل فلسطينيين وتهجيرهم وتوسيع الاستيطان، بحسب السلطات الفلسطينية.

ومن شأن ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل أن ينهي إمكانية تطبيق مبدأ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)، المنصوص عليه في قرارات صادرت عن الأمم المتحدة.

** نظام استيطاني

و"على ترامب أن يُدرك ما لن يقر به نتنياهو أبدا، وهو أن مشروع الاستيطان ليس شذوذا ارتكبته جماعة متطرفة"، بحسب الصحيفة.

وأوضحت: "بل هو نظام حكومي متطور ومتشعب، فقد تعاونت الدولة وحركة الاستيطان والمستوطنون الشباب الراديكاليون المعروفون بـ"شبان التلال" لعقود".

واستطردت: "يستولي "شبان التلال" (جماعة استيطانية متطرفة) على الأراضي، ويُهجّرون الفلسطينيين، ويبنون البؤر الاستيطانية".

"ثم تضفي الدولة شرعية بأثر رجعي عبر تقنين البؤر الاستيطانية أو مصادرة الأراضي أو اتخاذ أي من خطوات عديدة أخرى بترسانة قانونية مُختلقة خصيصا لمشروع الاستيطان"، وفقا للصحيفة.

وقالت: "هكذا يتم إحباط إقامة دولة فلسطينية باستمرار، وتُصبح البؤر الاستيطانية غير القانونية قانونية، ويتعزز العزم على إنشاء المزيد من الكتل الاستيطانية التي لا تنوي إسرائيل إخلاءها".

وأقامت إسرائيل مئات المستوطنات بالضفة الغربية المحتلة، ويقيم فيها أكثر من 700 ألف مستوطن يرتكبون اعتداءات يومية بحق المواطنين الفلسطينيين بهدف تهجيرهم قسريا.

الصحيفة زادت بأنه "منذ تشكيل هذه الحكومة (أواخر 2022)، دأبت على تقنين البؤر الاستيطانية، والآن، توجه أنظارها إلى شمال الضفة الغربية، المنطقة الفلسطينية الأكثر كثافة سكانية".

وتابعت: "وتقع جنين على مقربة منها، حيث التوترات الأمنية متصاعدة بالفعل. هذه وصفة أكيدة لإشعال الفتن. ولكن بالنسبة للمتعطشين للدماء في الحكومة، فهذا أمر مثير للغاية".

** إشعال النار

و"بينما يحاول ترامب إخماد النار في قطاع غزة، تُشعل الحكومة الإسرائيلية النار في الضفة الغربية بخطوات أحادية الجانب"، بحسب الصحيفة.

وأضافت أن هذه الخطوات "تسعى إلى توسيع سيطرة إسرائيل على الأرض، وتأجيج التوتر مع الفلسطينيين، وتوسيع نطاق نهبها واستيلائها على الأراضي الفلسطينية، وإحباط أي مبادرات دبلوماسية مستقبلية".

وبدعم أمريكي بدأت إسرائيل في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 70 ألف شهيد و171 ألف جريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء.

وفي 10 أكتوبر الماضي بدأ وقف لإطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية بغزة وإسرائيل، لكن الأخيرة تخرقه يوميا، ما أدى لاستشهاد مئات الفلسطينيين.

وشددت الصحيفة على أنه "إذا كان ترامب جادا في رغبته بتحقيق الاستقرار في المنطقة والتوصل إلى اتفاق، فعليه أن يُدرك أن حكومة نتنياهو والمستوطنين يعرقلون جهوده".

وتتزامن افتتاحية "هآرتس" مع زيارة إلى إسرائيل يجريها توم بارك مبعوث ترامب الاثنين، لفحص استعداد تل أبيب للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، بحسب هيئة البث العبرية.

وترهن إسرائيل بدء التفاوض لتدشين المرحلة الثانية باستعادتها رفات آخر أسير في غزة، والتي تبحث عنها "حماس" وسط دمار هائل جراء حرب الإبادة.

هيئة البث نقلت عن مصادر سياسية إسرائيلية لم تسمها إن زبارة باراك "خطوة تحضيرية مباشرة للقاء المرتقب بين نتنياهو وترامب" بفلوريدا في 29 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.

وزادت بأن "باراك مكلف بتحديد إذا ما كان نتنياهو شريكا يمكن البناء عليه في المرحلة المقبلة".

لكن "المؤشرات الأولى ستتضح خلال الزيارة، فيما يُتوقع أن تُحسم الصورة الكاملة لاحقا على طاولة ترامب"، وفقا للهيئة.
تصميم و تطوير